الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.البلاغة: 1- الاستعارة: في قوله تعالى: {وسطا} وهو في الأصل اسم لما يستوي نسبة الجوانب إليه- كالمركز- ثم أستعير للخصال المحمودة البشرية لكونها أوساطا للخصال الذميمة المكتنفة بها في طرفي الإفراط والتفريط كالجود بين الإسراف، والبخل، والشجاعة بين الجبن والتهور.2- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى: {مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ} بجامع أن المنقلب يترك ما في يديه ويدبر عنه على أسوأ أحوال الرجوع، وكذلك المرتد يرجع عن الإسلام ويترك ما في يديه من الدلائل على أسوأ حال.3- التقديم والتأخير: فقد قدم {شهداء} على صلته وهي {عَلَى النَّاسِ} وأخر {شهيدا} عن صلته وهي {عليكم} لأن المنّة عليهم في الجانبين ففي الأول بثبوت كونهم شهداء، وفي الثاني بثبوت كونهم مشهودا لهم بالتزكية، والمقدم دائما هو الأهم..الفوائد: 1- {أُمَّةً وَسَطًا} قيل إنها وسط في المكان في أوسط بقاعها، وقيل إنها وسط في الزمان وسط في تطور البشرية بين طفولتها ورشدها.. وقيل: إن الوسط هم الخيار والعدول، ولعل أفضل الأقوال أن الأمة الوسط هي التي تأخذ بأوساط الأمور فلا إفراط ولا تفريط، وهذا يتلاقى مع تعريف الفضيلة، بأنها وسط بين رذيلتين.2- اللام في قوله: {لكبيرة} هي اللام الفارقة وهي تفرق بين إن المخففة من إنّ وبين إن النافية وأما اللام في قوله تعالى: {ليضيع} فهي لام الجحود وشرطها أن تسبق بكون منفي..[سورة البقرة: آية 144]: {قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)}..الإعراب: {قد} حرف تكثير أي كثرة تقلّب وجه الرسول، {نرى} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم {تقلّب} مفعول به منصوب وجه مضاف إليه مجرور والكاف ضمير مضاف إليه في السماء جارّ ومجرور متعلّق ب {تقلّب}. الفاء عاطفة لربط المسبب بالسبب اللام لام القسم لقسم مقدّر نولّينّ مضار مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. والنون نون التوكيد والكاف مفعول به أوّل والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن {قبلة} مفعول به ثان منصوب ترضى مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت وها ضمير مفعول به. الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر، ولّ: فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت وجه مفعول به منصوب والكاف ضمير مضاف إليه {شطر} ظرف مكان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق بولّ، {المسجد} مضاف إليه مجرور {الحرام} نعت للمسجد مجرور مثله الواو عاطفة {حيثما} اسم شرط جازم في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بولّوا أو ب {كنتم} وهو فعل ماض تام في محل جزم.. و(تم) ضمير فاعل كان الفاء رابطة لجواب الشرط ولوا فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل وجوه مفعول به منصوب وكم ضمير مضاف إليه شطر مثل الأول متعلّق بولّوا والهاء مضاف إليه.الواو استئنافيّة {إنّ} حرف مشبّه بالفعل للتوكيد {الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ {أوتوا} فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل {الكتاب} مفعول به اللام هي المزحلقة للتوكيد يعلمون مضارع مرفوع.. والواو فاعل أنّ حرف مشبه بالفعل والهاء ضمير اسم أنّ {الحقّ} خبر مرفوع من ربّ جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الحقّ هم ضمير مضاف إليه.والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي يعلمون.الواو عاطفة {ما} نافية عاملة عمل ليس {اللّه} لفظ الجلالة اسم ما مرفوع الباء حرف جرّ زائد غافل مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما عن حرف جرّ ما اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بغافل والعائد محذوف، {يعملون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل.جملة: {نرى} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {نولّينّ} لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.وجملة: {ترضاها} في محلّ نصب نعت لقبلة.وجملة: {ولّ وجهك} جواب شرط مقدّر.وجملة: {كنتم معطوف} على جملة الشرط المقدّرة.وجملة: {ولوا وجوهكم} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.وجملة: {إنّ الذين} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {أوتوا الكتاب} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.وجملة: {يعلمون} في محلّ رفع خبر إنّ.وجملة: {ما اللّه} بغافل لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف الاخيرة.وجملة: {يعملون} لا محلّ لها صلة الموصول ما، أو في محلّ جرّ نعت لما..الصرف: {نرى} فيه حذف الهمزة تخفيفا، ماضيه رأى، والقياس أن يقال نرأى فحذفت الهمزة ثمّ نقلت حركتها إلى الراء، وزنه نفل.. وانظر الآية (55) من هذه السورة.{تقلّب} مصدر قياسي لفعل تقلّب الخماسيّ، وزنه تفعّل بفتح التاء وضمّ العين مع التشديد، وهو على وزن ماضيه بضمّ ما قبل آخره.{ترضاها} فيه إعلال بالقلب، أصله ترضي بياء متحركة بالفتح، تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا. انظر الآية 120 من هذه السورة.ولّ، فيه إعلال بالحذف، حذف لام الفعل للبناء، وزنه فعّ بتضعيف العين المكسورة.شطر، لفظه لفظ المصدر من الثلاثيّ شطر يشطر باب نصر، ولكنّه استعمل اسما دالا على الظرفية وزنه فعل بفتح فسكون.{الحرام} مصدر حرم يحرم باب فرح وباب كرم، واستعمل صفة بمعنى المحرم، وزنه فعال بفتح الفاء..الفوائد: 1- فحوى تحول القبلة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتجه وهو بمكة إلى بيت المقدس خلال صلاته وعند ما هاجر إلى المدينة بقي على ذلك مدة ستة عشر شهرا.ثم تحول أثناء الصلاة إلى الكعبة وفي ذلك يقول سبحانه: {قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ} إلى آخر الآية..[سورة البقرة: آية 145]: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَما بَعْضُهُمْ بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145)}..الإعراب: الواو عاطفة اللام موطئة للقسم إن حرف شرط جازم، أتى فعل ماض مبنيّ على السكون في محل جزم فعل الشرط والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل {الذين} اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به {أوتوا} فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم.. والواو نائب فاعل {الكتاب} مفعول به منصوب {بكلّ} جارّ ومجرور متعلّق بأتيت، {آية} مضاف إليه مجرور {ما} نافية {تبعوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل قبلة مفعول به منصوب والكاف ضمير مضاف إليه الواو اعتراضيّة {ما} نافية عاملة عمل ليس {أنت} ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما الباء حرف جر زائد تابع.مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما، قبلة مفعول به لاسم الفاعل تابع منصوب وهم ضمير متّصل مضاف إليه الواو عاطفة {ما بعضهم بتابع قبلة بعض} تعرف كنظيرتها المتقدمة الواو عاطفة {لئن اتّبعت} مثل لئن أتيت أهواء مفعول به منصوب وهم ضمير مضاف إليه {من بعد} جارّ ومجرور متعلّق ب {اتبعت} {ما} اسم موصول مبني في محل جر مضاف إليه جاء فعل ماض والكاف ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد {من العلم} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل جاء إنّ حرف مشبّه بالفعل والكاف ضمير في محل نصب اسم إنّ {إذا} بالتنوين أو بنون حرف جواب لا محلّ له من الإعراب اللام هي لام القسم الرابطة لجواب القسم مع القسم المقدر من الظالمين جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ، وعلامة الجرّ الياء، والنون عوض من التنوين.جملة: {إن أتيت} لا محلّ لها معطوفة على جملة قد نرى الاستئنافيّة في الجملة السابقة.وجملة: {أوتوا} لا محلّ لها صلة الموصول.وجملة: {ما تبعوا} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر في ولئن أتيت.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.وجملة: {ما أنت بتابع} لا محلّ لها اعتراضيّة.وجملة: {ما بعضهم بتابع} لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة.وجملة: {إن اتبعت} لا محلّ لها معطوفة على جملة إن أتيت.وجملة: {جاءك} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.وجملة: {إنّك} من الظالمين لا محلّ لها جواب القسم المقدّر في لئن اتبعت.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم..الصرف: كل، اسم موضوع لاستغراق أفراد المتعدّد أو لعموم أجزاء الواحد، ولا يستعمل إلا مضافا لفظا أو تقديرا، ومعناه بحسب ما يضاف إليه تذكيرا وتأنيثا وافرادا وتثنية وجمعا.جاء، فيه إعلال بالقلب أصله جيأ، مضارعه يجي ء، تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا الاية 92..الفوائد: {وما أنت بتابع قبلتهم} الباء حرف جر زائد، لا يحتاج إلى تعليق وتابع اسم فاعل قد عمل عمل فعله فنصب لفظ القبلة وقد اجتمع في الآية قسم وشرط وجواب القسم لا محل له من الاعراب وقد أغنى عن جواب الشرط لتقدمه عليه..[سورة البقرة: آية 146]: {الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146)}..الإعراب: {الذين} اسم موصول مبنيّ في محل رفع مبتدأ آتينا فعل ماض مبني على السكون.. ونا ضمير فاعل وهم ضمير متصل مفعول به الكاف حرف تشبيه وجرّ ما حرف مصدري {يعرفون} مثل الاول أبناء مفعول به منصوب وهم مضاف إليه.والمصدر المؤوّل ما يعرفون في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمفعول مطلق محذوف والتقدير: يعرفونه معرفة- أو عرفانا- كمعرفتهم أبناءهم.الواو عاطفة {إنّ} حرف مشبه بالفعل للتوكيد {فريقا} اسم إنّ منصوب {من} حرف جر وهم ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل {فريقا} اللام هي المزحلقة تفيد التوكيد يكتمون مثل يعرفون {الحقّ} مفعول به منصوب الواو حاليّة {هم} ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ {يعلمون} مثل يعرفون.جملة: {الذين آتيناهم} لا محلّ لها استئنافية.وجملة: {أتيناهم الكتاب} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.وجملة: {يعرفونه} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين}.وجملة: {يعرفون أبناءهم} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.وجملة: {إنّ فريقا} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.وجملة: {يكتمون} في محلّ رفع خبر إنّ.وجملة: {هم يعلمون} في محلّ نصب حال من فاعل يكتمون.وجملة: {يعلمون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هم}..الفوائد: {كما يعرفون أبناءهم} كانت العرب تضرب بذلك مثلا لقوة المعرفة التي هي أعلى أنواع المعرفة، كذلك اليهود كانوا يعرفون ما يأتي به الرسول أنه الحق ولكنهم فطروا على المكابرة وطبعوا على إنكار ما جاء به الرسول..[سورة البقرة: آية 147]: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147)}..الإعراب: {الحقّ} مبتدأ مرفوع، من ربّ جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر والكاف ضمير مضاف إليه الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر لا ناهية جازمة {تكوننّ} مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم.. والنون نون التوكيد، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت {من الممترين} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر الناقص وعلامة الجرّ الياء.جملة: {الحقّ من ربّك} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {لا تكوننّ من الممترين} جواب شرط مقدّر..الصرف: {الممترين} جمع الممتري، اسم فاعل من امترى الخماسيّ بمعنى شكّ وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين..الفوائد: 1- وأما حكمة اتجاه المسلمين إلى قبلة واحدة فقد وحد اللّه هذه الأمة وحدها في إلهها ورسولها ودينها وقبلتها. وحدها رغم اختلاف الأوطان والأجناس واللغات ثم جعل هذه الوحدة كلها تقوم على وحدة العقيدة ووحدة القبلة.2- بما أن الامتراء هو الشك فلا يجرى ذلك بحق الرسول صلى الله عليه وسلم وإنما يخرج على أسلوب العرب في الخطاب عند ما يتوجه الكلام إلى المخاطب والمراد به سواه.
|